بين “فم زكيد” و “محاميد الغزلان”:
طاطا بريس
مراسلة مبارك الحسناوي
في الوقت الذي استبشر فيه أبناء قبيلة الشرفاء “المهازيل” خيرا بالأمطار التي شهدتها المنطقة الواقعة بين “محاميد الغزلان” و دائرة “فم زكيد” التابعة لإقليم طاطا و استعدوا كعادتهم لحرث المنطقة البورية التي اعتادوا على حرثها و الخاضعة لنفوذ القبيلة منذ عقود من الزمن ، فوجؤوا بالسلطات المحلية التابعة لدائرة فم زكيد و الخاضعة لوصاية عمالة طاطا بمنع الجرارات المتجهة إلى منطقة زاوية سيدي عبد النبي معقل القبيلة مما اضطر عدد من شباب و شيوخ القبيلة إلى الانتقال على وجه السرعة إلى منطقة – المليعب- و التي تبعد بنحو سبع كلمترات عن دائرة فم زكيد و الدخول في مفاوضات مع السلطة المحلية التي استسلمت للأمر الواقع و سمحت بمرور الجرارات .
و يعزو أبناء القبيلة هذه الخطوة من السلطات المحلية إلى احتمال أن تكون لها علاقة مع النزاع المفتعل حول منطقة تسمى “الشبي” و الخاضعة للقبيلة منذ عقود و التي استولى عليها بعض الأفراد من قبيلة “خشاع” القاطنة بمدينة زاكورة سنة 2008 مما اضطر أبناء القبيلة إلى اللجوء إلى المنطقة الحدودية مما اضطر الجيش إلى التدخل و كان هذا سببا في حضور لجنة عليا من وزارة الداخلية و التي أخرجت قبيلة “خشاع” من المنطقة ، و أجرت عدة جلسات مع أطراف النزاع و القبائل المجاورة التي أكدت أحقية قبيلة المهازيل بحكم العقود الثابتة و وضع اليد على المنطقة منذ أزيد من ثلاثة قرون.
هذا و ذكر شهود عيان أن قافلة مكونة من عدة سيارات رباعية الدفع خرجت من مدينة زاكورة قاصدة منطقة “قبيلة المهازيل” مما ينذر بعودة التوتر بين القبيلتين و الذي قد يؤدي إلى مواجهات دامية إذا لم تتدخل السلطات المحلية لفك النزاع و الوقوف كطرف محايد لا كما وقع في فترات سابقة كما صرح أبناء المنطقة أن الكاتب العام السابق لعمالة طاطا كان متواطئا مع القبيلة المعتدية.
و من خلال استقراء عينة من ردود أبناء قبيلة المهازيل على الموقع الاجتماعي الفيس بوك تتضح السيناريوهات المحتملة .
*الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات كوسيلة ضغط على السلطات المحلية .
*النزوح للحدود مرة أخرى .
*التوجه إلى مقر عمالة إقليم طاطا و الاعتصام بداخله .
*و يبقى خيار المواجهة هو الخيار الأول عند شباب القبيلة مما ينذر بكارثة إذا لم تتدخل السلطات لفك النزاع قبل تطوره.