شهدت مدينة طرابلس اللبنانية مساء الثلاثاء توترا إثر سقوط جريحين في إطلاق قذيفة، بينما أعرب تيار المستقبل عن رفضه لمذكرات التوقيف التي أصدرتها سوريا بحق سياسيين وإعلاميين لبنانيين، واعتبرها إهانة للبنان.
وذكر مراسل الجزيرة نت نقولا طعمة أن قذيفة من نوع أنيرغا أطلقت ليلا على خط التماس بين محلتي بعل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس شمالي لبنان، وأدى انفجارها إلى إصابة شخصين.
ويأتي الانفجار بعد ورود معلومات عن توزيع أسلحة في المدينة وبعض جوارها حيث توجد غالبية سنية مؤيدة بشدة لتيار المستقبل.
سياسيا اعتبرت كتلة المستقبل النيابية اللبنانية أن مذكرات التوقيف السورية الصادرة بحق 33 شخصية -معظمهم لبنانيون- إهانة للبنان وتراجعا عن تدعيم العلاقات بين البلدين.
وبعد اجتماع في العاصمة بيروت حضره رئيس الكتلة فؤاد السنيورة، تلا المتحدث باسم الكتلة زياد القادري بيانا اعتبر أن هذه المذكرات تشكل استهانة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وإداراتها وهيبتها.
ليست ظرفية
وأعلنت الكتلة تمسكها بالعلاقات اللبنانية السورية واصفة إياها بأنها "ليست ظرفية، بل هي شأن موصول بجوهر وجود البلدين". وأكدت كذلك تمسكها بالمحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وكان محامي المدير السابق للأمن العام اللواء جميل السيد أعلن الأحد الماضي أن 33 مذكرة توقيف غيابية صدرت عن القضاء السوري بحق ما يسمى "شهود الزور" وطالت قيادات أمنية وسياسية منهم من ينتمي إلى تيار المستقبل.
السنيورة ترأس اجتماع كتلة المستقبل التي أكدت تمسكها بمحكمة الحريري (الفرنسية-أرشيف)
عون وجعجع
في غضون ذلك حذر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون خلال مؤتمر صحفي عقده أمس ببيروت رئيسَ الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع من اللعب بأمن المناطق المسيحية.
ودعاه إلى عدم العبث والاستفزاز بالسلاح تفادياً لاندلاع الحرب في لبنان. وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه عون فيها لجعجع صراحة بعدم استعمال السلاح.
بموازاة ذلك دعا المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الأطراف اللبنانية إلى الابتعاد عن أي شيء يشعل الوضع واعتماد الحوار.
منسوب مرتفع
وقال وليامز للصحفيين بعد اجتماعه أمس الثلاثاء برئيس مجلس النواب نبيه بري "ركزنا في محادثاتنا على التطورات الأخيرة في لبنان وارتفاع منسوب التوتر في البلاد وفي المنطقة".
وفي موسكو نقل عن متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية قوله في أعقاب لقاء جمع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف والسفير المصري علاء الحديدي، قوله إن الحديث حول احتمالات الحكم الذي ستصدره المحكمة الخاصة برفيق الحريري والذي يقوم على أساس أنواع مختلفة من التسريبات، لا يؤدي إلا إلى تصعيد الوضع في البلاد.
وأوضح لقناة "روسيا اليوم" أن سلطانوف أكد أن موسكو كانت ولا تزال تؤيد إجراء تحقيق مستقل نزيه خال من أي نوع من أنواع التسييس أو الضغوط الخارجية.
المصدر: الجزيرة + وكالات