حرف الميم
* رُوَيْدَكَ أَبْكَيْتَ الْعُلَى وَالْمَكَارِمَا ... وَفَزَّعْتَ أَسْرَابَ الأَيَادِي السَّوَائِمَا *
* وَأَصْمَمْتَ آذَانَ الْفَضَائِلِ وَالنُّهَى ... وَغَادَرْتَ أَنْفَ الْمَجْدِ وَيْحَكَ رَاغِمَا *
* فَدَعْ أَيُّهَا النَّاعِي حَدِيثَكَ إِنَّنِي ... أَرَاكَ بِمَنْ تَنْعِيهِ لَمْ تَكُ عَالِمَا *
* أَتَعْرِفُ كَمْ أَسْقَمْتَ عِرْضاً مُسَلَّمًا ... وَأَقْعَدْتَ فَخْرًا ظَلَّ بِالأَمْسِ قَائِمَا *
* وَكَمْ يَا تُرَى أَسْخَنْتَ لِلْمَجْدِ مُقْلَةً ... وَسَهَّدْتَ عَهْدًا نَاعِمَ الْبَالِ نَائِمَا *
* نَعَيْتَ إِلَيْنَا السُّؤْدَدَ الْعَوْدَ وَالنَّدَى ... وَبِيضَ الأَيَادِي وَالْعَطَايَا التَّوَائِمَا *
* نَعَيْتَ إِلَيْنَا مَاجِدًا وَابْنَ مَاجِدٍ ... كَرِيماً قَفَا آبَاءَ صِدْقٍ أَكَارِمَا *
* مُحَمَّدْ الاَمِينَ المُرْتَضَى مِنْ ذَوِي الْعُلَى ... بَنِي الْحَاجِ مَنْ بَذُّوا الْبُحُورَ الخَضَارِمَا *
* أَغَرَّ سِبَاعِيًّا شَرِيفًا سَمَا إِلَى ... ذُرَى الْعِزِّ مُذْ نَاطُوا عَلَيْهِ التَّمَائِمَا *
* تَضَافَرَتِ الأَنْبَاءُ عَنْ حُسْنِ هَدْيِهِ ... وَعَنْ بَذْلِهِ فِي النَّائِبَاتِ الْكَرَائِمَا *
* وَقَامَتْ لَدَيْنَا الْبَيِّنَاتُ بِفَضْلِهِ ... فَكَانَ عَلَيْهِ الْعَدْلُ بِالْفَضْلِ حَاكِمَا *
* رَضِينَا قَضَاءَ اللهِ فِيهِ تَعَزِّياً ... بِأَنْ لَيْسَ إِلاَّ وَجْهُ رَبِّكَ دَائِمَا *
* فَلَمْ تُبْقِ لِلدُّنْيَا الْمَنُونُ مُلُوكَهَا ... وَلاَ تَرَكَتْ فِيهَا عَبِيدًا وَلاَ إِمَا *
* وَلَمْ تُبْقِ مَحْكُوماً عَلَيْهِ وَحَاكِماً ... وَلَمْ تُبْقِ مَظْلُوماً وَلَمْ تُبْقِ ظَالِمَا *
* وَعَاشَتْ مَعَ الإِنْسَانِ فِي كُنْهِ نَفْسِهِ ... وَدَبَّتْ لَهُ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ أَرَاقِمَا *
* وَسَامَتْهُ حَتَّى سَاوَرَ الشَّكُّ قَلْبَهُ ... أَمُسْتَيْقِظًا مَا عَاشَ أَمْ عَاشَ حَالِمَا *
* عَزَاءً بَنِي الْمَرْحُومِ لاَ تَحْزَنُوا لَهُ ... فَإِنَّ لَهُ رَبًّا كَرِيماً وَرَاحِمَا *
* وَصَبْرًا جَمِيلاً نَغْنَمِ الأَجْرَ إِنَّمَا ... أَفَاءَ عَلَيْنَا اللهُ مِنْهُ الْمَغَانِمَا *
* وَإِنَّ لَنَا فِي اللهِ مِنْ كُلِّ فَائِتٍ ... مَضَى خَلَفًا يَجْلُو الْخُطُوبَ الْعَظَائِمَا *
* سَقَى اللهُ مَثْوَاهُ مِنَ الأَمْنِ وَالرِّضَى ... عِهَادَ السَّوَارِي وَالرِّهَامَ السَّوَاجِمَا *
* وَبَوَّأَهُ جَنَّاتِ عَدْنٍ فَسِيحَةً ... وَرَوْحاً وَرَيْحَاناً وَحُورًا نَوَاعِمَا *
* وَكَأْساً دِهَاقاً لَيْسَ يَظْمَأُ بَعْدَهَا ... وَإِسْتَبْرَقًا خُضْرًا وَقَصْرًا وَخَادِمَا *
* فَلاَ تَهِنُوا وَابْقَوْا ذَوَائِبَ قَوْمِكُمْ ... وَظَلُّوا كَمَا كُنْتُمْ عَلَيْهِمْ عَمَائِمَا *
* فَلَنْ تَفْقِدُوا بَعْدَ الْفَقِيدِ سُمُوَّكُمْ ... وَلاَ رَأْيَكُمْ مَا اخْتَارَ أَحْمَدَ سَالِمَا *
* خَلِيفَتَهُ الْمَحْبُوبَ هَدْياً وَطَلْعَةً ... وَمَنْ لَمْ يُطِعْ فِي الْمَكْرُمَاتِ اللَّوَائِمَا *
* فَتَى الصِّدْقِ لاَ شَالَتْ نَعَامَةُ عِزِّهِ ... وَلاَ وَطِئَتْ رِجْلاَهُ إِلاَّ النَّعَائِمَا *
* وَلاَ انْفَكَّتِ الأَحْبَابُ تَلْقَى بِهِ الْمُنَى ... وَيُحْذَى مِنَ الأَعْدَا طُلًى وَجَمَاجِمَا *
* وَلاَ زَالَ بِالْبَأْوَى رَكِيزَةَ بَيْتِهِ ... وَالاِخْوَةُ أَرْكَاناً لَهُ وَدَعَائِمَا *
* بِخَيْرِ بَنِي الدُّنْيَا وَأَكْرَمِ مَنْ نَمَتْ ... فُرُوعُ عُلاَهُ عَبْدَ شَمْسٍ وَهَاشِمَا *
* وَآخِرِ مَبْعُوثٍ وَأَوَّلِ شَافِعٍ ... فَبُورِكَ بَدْءاً فِي الثَّنَاءِ وَخَاتِمَا *
* عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ يَعْبَقُ نَشْرُهَا ... وَأَذْكَى سَلاَمٍ يَنْفَحَانِ الْعَوَالِمَا *