صومعة
ومسجد الرحالة:
تعد المساجد من
أبرز المآثر العمرانية التي تزخر بها منطقة أقا بصفة خاصة وإقليم طاطا بصفة عامة،
ولعل الجوانب التي سنتطرق إليها في هذا الموضوع هي الفترة الزمنية التي بنيت فيها
هذه المعلمة التاريخية و الوصف الشامل لهذا المسجد وصومعته.
مسجد الرحالة هذا
يقع في الحدود الشرقية لمدشر الر حالة على الضفة الشرقية لوادي أقا ونخيل المدشر،
إذ تم ترميمه في الفترة الممتدة ما بين 1970م و 1990م، وذلك حسب بعض
"الروايات الشفوية"[1]،
هذا ما أفقده شكله الاصلي. لكن جدار قاعة الصلاة والصومعة لم تتعرض للترميم، بل
نجد أن السقف و أرضية المسجد أعيد بناءها بالاسمنت.
يتوفر مسجد
الرحالة على مدخلين رئيسيين الأول يوجد في الزاوية الجنوبية الغربية الموالية لوسط
المدشر. أما المدخل او الباب الثاني يتواجد بالجهة الشرقية المطلة على النخيل
والوادي ويتم الصعود إليه عبر السلم "الدروج" كما يؤدي كل من هذين
البابين إلى وسط الساحة غير المسقفة ذات شكل هندسي مربع. التي تؤدي بدورها إلى
قاعة الصلاة التي تتوفر على محراب ومنبر للصلاة. كما تضم هذه الساحة مكان خاص بالوضوء. فمدخل قاعة الصلاة يفتح بقوس من حديد عرضه
حوالي متر وخمسون سنتيمتر، وإرتفاعه يصل تقريبا
إلى متران ونصف وهو مشيد من الياجور الممزوج بالجبص الأبيض وهذه القاعة شبه
مرتفعة بعلو يصل إلى حوالي سبعة أمتار وبعلو قدر بثمانية عشر مترا، فرغم ما عرفته من ترميم فقد حافظت على موقعها وتصميم زخرفتها إذ تضم مقدار خمسة
صفوف، ويبلغ عرض كل صف حوالي ثلاثة أمتار.
أما جدار القبلة
توجد به فتحتين محفورتين في اتجاه قاعة الصومعة، الأولى تؤدي إلى المحراب وهي ذات
شكل نصف دائري والفتحة الثانية هي ما يسمى بالمنبر أو المكان الذي يوجد به المنبر،
وهي ذات شكل هندسي مربع.
إلى جانب وصف
المسجد نجد الصومعة التي تعبر عن نسق فريد في التشييد والبناء التقليدي القديم،
وهي بدون شك العنصر الوحيد بل العنصر االرئيسي في هذا التراث العقائدي. إذ تتوسط جدار القبلة بين قاعة
الصلاة والساحة وهي ذات تصميم يمزج بين
البساطة والتزيين والزخرفة في التشييد وهذا تصميم غير معتاد في المساجد المغربية
عامة. بل يمكن القول انها تشبه إلى حد ما صومعة الكتبية بمينة مراكش، أما فيما يخص
الطريقة التي تم اعتمادها في بناء هذه الصومعة فقد استعمل في ذلك الياجور المصنوع
من الطين المطبوخ قبل إستعماله بدقة ورونق وهندسة عالية. فعلوها يصل إلى حوالي 27
مترا حسب بعض الروايات الشفوية.
غيرأن ما وجدناه
عند المختار السوسي بأن طول هذه الصومعة قد يصل إلى 25 مترا وذلك في كتابه خلال جزولة الجزء الثالث، فهذا الطول
يمتد الى قمة الجامور وهي ذات قاعدة مربعة ضلعها يبلغ حوالي أربعة أمتار وهي
بمتابة النواة الرئيسية للمسجد، فالصعود إلى الصومعة يتم عبر جهتها الغربية عبر
باب صغير بفتح بقوس خشبي مصقول ذو رباط مقعر ويضم سلم او أدارج الصومعة 64 درجة
وعرض الواحدة يصل إلى تسعين سنتيمترا تقريبا وهي مسقفة في مستدارات مراقيها بخشب
النخل و مصنوعة من الياجور التقليدي، لنصل
الى سطح الصومعة المحاط بجدار عرضه نصف متر وينتهي بصف أعلى مكون من أربعة مثلثات
كأسنان المنشار به ثلاث فوهات، أي تنتهي الصومعة بسقف على شكل هرمي كما تضم بعض
الفتوحات الضيقة التي تستعمل لإضاءة الدرج كما كانت توجه منها طلقات البنادق نحو الخارج أيام الحروب وخاصة الحروب
الأهلية.
فجانب الوصف الذي
تطرقنا إليه هنا لعنصر المسجد والصومعة يوحي إلينا بأن الفترة الزمنية التي شيد
فيها هذا المأثور العمراني رغم انها تبدو مجهولة فنجد أن أحد قاطني مدشر الرحالة
قال بأن هذا المسجد قد شيد في عهد
المرينيين"[2]، لكن نجد
طرف آخر قال أنه "لا يعرف في أي وقت بنيت بالضبط"[3]
ورغم ذلك فإن الجهود مازالت مستمرة من طرف
المؤرخين والاركيولوجيين لاخراج هذا التراث العمراني من طيات النسيان، وذلك
بتصنيفها ضمن المآثر السياحية التي يمكن
توظيفها للتنمية الميدان السياحي
بالمنطقة.
من منتديات اقا بلا حدود
www.akka.ici.st