بدأ رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مباحثاته في إيران التي يزورها ضمن جولة إقليمية تهدف لكسب التأييد لترشيحه لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في حين وجه منافسه رئيس القائمة العراقية إياد علاوي انتقادات حادة لإيران وقال إنها تعمل على نشر الفوضى في الشرق الأوسط.
وفور وصوله إلى طهران التقى المالكي محمد رضا رحيمي -النائب الأول للرئيس الإيراني- ثم استقبله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الذي قال إنه "يتعين على كافة المسؤولين العراقيين تركيز جهودهم للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة لتعزيز أمن البلاد وبدء عملية مصالحة".
وتأتي زيارة المالكي -التي يرافقه فيها وزراء الخارجية والدفاع والتجارة وعدد آخر من كبار المسؤولين- بعدما اختتم زيارة للأردن التقى خلالها الملك عبد الله الثاني وذلك ضمن جولة إقليمية بدأت بسوريا، ومن المقرر أن تشمل أيضا كلا من مصر وتركيا وعددا من دول الخليج.
ويسعى المالكي لحشد التأييد لتولي رئاسة الحكومة مجددا بعد سبعة أشهر من الانتخابات التشريعية التي أجريت في السابع من مارس/آذار الماضي وأسفرت عن حصول قائمة "دولة القانون" التي يترأسها على 89 مقعدا وضعتها في المرتبة الثانية بعد القائمة العراقية بزعامة علاوي التي حصلت على 91 مقعدا من أصل 325 في مجلس النواب العراقي، علما بأن أيا منهما لم تنل الغالبية اللازمة لتشكيل الحكومة.
وقد ذكرت مصادر في حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي أنه سيلتقي على هامش زيارته إيران مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي أعلن تياره مؤخرا التراجع عن معارضته لترشيح المالكي، علما بأن "كتلة الأحرار" التابعة للتيار الصدري حصلت على أربعين مقعدا في الانتخابات الأخيرة.
إياد علاوي (رويترز-أرشيف)
اتهامات لإيران
على الجانب الآخر، اتهم علاوي إيران بالعمل على نشر الفوضى في الشرق الأوسط، من خلال التدخل لزعزعة الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية، وأكد أن ايران ترغب في تغيير العملية السياسية في العراق، بما يتوافق مع تطلعاتها ومتطلباتها.
وقال رئيس قائمة العراقية "المؤسف أيضا أن العراق والشرق الأوسط برمته هما ضحية هؤلاء الإرهابيين الذين تمولهم إيران بالتأكيد وتدعمهم حكومات مختلفة في المنطقة".
لكن السفير الإيراني في بغداد رفض هذه الاتهامات وقال في تصريح لوكالة فارس الإيرانية الاثنين، إنها "غير صحيحة ولم يعد أحد يصغي اليها".
في هذه الأثناء، قال طارق الهاشمي -نائب الرئيس العراقي والقيادي في القائمة العراقية- إن قادة القائمة اجتمعوا لمراجعة المواقف السياسية, واتخذوا قرارا هاماً سيعرض على جميع نواب قائمة العراقية في البرلمان, قبل إعلانه في وقت لاحق اليوم.
في الوقت نفسه، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن حيدر الملا -المتحدث باسم قائمة العراقية- أن القائمة قررت دعم ترشيح عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية لمنصب رئاسة الوزراء، مؤكدا أن "الإعلان أمام وسائل الإعلام في بغداد سيتم خلال الساعات المقبلة".
وأوضح الملا أن "العراقية ستعطي أصواتها لمرشح المجلس الأعلى وفق برنامج سياسي تم الاتفاق عليه في وقت سابق"، لافتا إلى أن العراقية ستسعى لتأسيس تكتل سياسي واسع.
وكانت "العراقية" بادرت فور تسمية المالكي مرشحا عن التحالف الوطني المؤلف من ائتلافي دولة القانون والوطني، إلى تكثيف حواراتها مع المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم وحزب الفضيلة وائتلاف الكتل الكردستانية.
صفقة إيرانية
في الأثناء، أشارت صحيفة غارديان البريطانية إلى أن إيران توصلت مع الدول المجاورة إلى اتفاق لتشكيل حكومة مؤيدة لها في العراق، وذلك عبر تحالف بين المالكي والصدر في صفقة شاركت فيها سوريا ولبنان وحزب الله اللبناني والمراجع الشيعية العليا.
وأضافت الصحيفة أن إيران أدركت أن فرصتها حانت بعد انسحاب القوات المقاتلة الأميركية من العراق أواخر أغسطس/آب الماضي، حيث التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نظيره السوري بشار الأسد ونجح في تغيير موقفه من المالكي بعد قطيعة امتدت 15 شهرا قامت خلالها دمشق وبغداد بسحب سفيريهما بعد اتهام المالكي سوريا بإيواء منفذي تفجيرات استهدفت أربع وزارات في بغداد.
وقالت الصحيفة إن هذا الكشف يأتي وسط انتقادات حادة لدور الدبلوماسية الأميركية في العراق منذ الانتخابات البرلمانية، بعد أن وضعت واشنطن ثقلها في بداية الأمر وراء المالكي ثم غيّرت المسار وطالبت بتقاسم السلطة بين المالكي وعلاوي.
المصدر: الجزيرة + وكالات