قام رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان لتفقد قوات بلاده، مؤكدا أن هذه القوات لن تبقى هناك، وسط أنباء عن عزم هولندا إعادة قواتها إلى أفغانستان.
فقد بثت وسائل الإعلام الإسبانية اليوم السبت مقتطفات من خطاب ألقاه ثاباتيرو أمام قوات بلاده أثناء زيارته لمركزها الرئيسي في قلعة "أي.ناو" غرب أفغانستان، حيث أكد أن هذه القوات لن تبقى في هذا البلد.
ووصف ثاباتيرو مهمة جنوده بالصعبة وتتطلب وقتا كبيرا، لكنه أعلن بشكل صريح أن قواته لم تأت إلى أفغانستان لتبقى، مشيرا إلى التزام إسبانيا الثابت بمساعدة كابل إلى حين تمكن قواتها الأمنية من تسلم مسؤولياتها بشكل كامل.
وكان رئيس الوزراء الإسباني قد وصل إلى كابل السبت في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، برفقة وزير دفاعه كارمي تشاكون ووزير الخارجية ترينيداد خمينيز، حيث تفقد الوفد القوات الإسبانية العاملة في إطار القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما التقى ثاباتيرو الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وبحث معه آخر التطورات السياسية والأمنية في أفغانستان.
الزيارة الثانية
وتعتبر هذه الزيارة الثانية لثاباتيرو منذ توليه مقاليد السلطة عام 2004، مع الإشارة إلى أن إسبانيا أرسلت 1500 جندي إلى أفغانستان ضمن قوة دولية أطلسية قوامها 141 ألف جندي.
وتشارك القوات الإسبانية في عملية مدنية تحت قيادة الولايات المتحدة تعرف باسم فريق إعادة الإعمار في الولايات الأفغانية.
وتأتي زيارة ثاباتيرو بعد يوم واحد من إعلان هولندا تشكيل مهمة تدريب جديدة في أفغانستان بعد أشهر من انهيار الحكومة السابقة على خلفية تورطها في إرسال قوات إلى ذلك البلد.
روت لم يوضح تفاصيل المساهمة الهولندية في تدريب القوات الأفغانية (الفرنسية-أرشيف)
حراك هولندي
وفي هذا الخصوص، قال رئيس حكومة الأقلية مارك روت الذي تولى منصبه الشهر الماضي، إنه بدأ مفاوضات مع أحزاب المعارضة في مجلس النواب للحصول على دعمها بشأن مساهمة بلاده في تدريب القوات الأفغانية لمساعدتها على تسلم مسؤولياتها في أقرب وقت ممكن.
بيد أن روت امتنع عن التصريح بخصوص التفاصيل العملياتية للمهمة الجديدة من حيث الحجم أو الفترة الزمنية، أو عما إذا كان قرار بدء المهمة سيكون قبل يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، موعد انعقاد اجتماع الدول الأعضاء في حلف الناتو بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
يذكر أن الائتلاف الحاكم السابق في هولندا انهار كليا في فبراير/شباط الماضي بسبب الخلاف على تمديد مهمة القوات الهولندية بأفغانستان، مما سرع في سحب تلك القوات نهائيا، وهو ما أدى إلى عقوبات غير معلنة على أمستردام منها عدم دعوتها لحضور قمة مجموعة الدول العشرين في سول الأسبوع المقبل، مع التلويح باحتمال خسارة مقعدها في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي.
المصدر: وكالات