صعد اليوان الصيني الجمعة إلى مستوى مرتفع جديد خلال سنوات مقابل الدولار, وهو ما يعكس توجه الصين لاحتواء ضغوط أميركية ترمي إلى حملها على رفع قيمة عملتها الوطنية، وفق ما قالت صحيفة أميركية.
وأوردت يومية وول ستريت جورنال في موقعها الإلكتروني الجمعة أن البنك المركزي الصيني حدد سعر التداول اليومي الأساس للعملة المحلية في تعاملات الجمعة عند 6.7625 يوانات مقابل الدولار.
ولاحظت أن ذلك هو أعلى مستوى لليوان مقابل الدولار منذ شرع البنك في 1994 في نشر بيانات يومية عن نطاق تداول اليوان.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن اليوان صعد لمدة أسبوعين بعيد إعلان بكين في 19 يونيو/حزيران السماح له بمرونة أكبر, وظل مستقرا في يوليو/تموز, قبل أن يهبط مجددا أمام الدولار في أغسطس/آب.
خطوة تمهيدية
ونقلت وول ستريت جورنال عن محللين قولهم إن ارتفاع اليوان الجمعة قد يكون تمهيدا لتحرك آخر لرفع قيمته مقابل الدولار تحسبا لأن تعزز انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني القادم –التي يتوقع أن تفضي إلى سيطرة جمهورية على أحد مجلسي الكونغرس- تبني تشريع يستهدف تجارة الصين.
ولاحظت الصحيفة أن ارتفاع الصادرات الصينية الشهر الماضي بنسبة 34.4% مقارنة بما كانت عليه قبل عام قد تعزز حجة القائلين بأن المصدرين الصينيين يمكنهم تحمل قوة اليوان.
جياباو مع مدير المجلس الاقتصادي القومي الأميركي لاري سامرز في بكين الأربعاء (الفرنسية)
وتابعت أن ارتفاع قيمة العملة الصينية إلى مستوى هو الأعلى منذ سنوات مقابل العملة الأميركية جاء بعد اللقاءات التي جمعت اليومين الماضيين في بكين وفدا أميركيا يقوده مدير المجلس الاقتصادي القومي لاري سامرز بقادة صينيين في مقدمهم الرئيس هو جينتاو, ورئيس الوزراء ون جياباو, ومحافظ البنك المركزي زو سياوشوان.
وقال سياوشوان إنه ناقش مع المسؤول الأميركي الخميس موضوع اليوان.
وفي مسعى للتخفيف من الضغوط الأميركية, كانت الحكومة الصينية قد سمحت في يونيو/حزيران الماضي بمرونة أكبر لليوان مما سمح له منذ ذلك الحين بالارتفاع أمام الدولار بنسبة تقارب 1%.
بيد أن الصين, التي تقول إن هذه الخطوة جزء من إصلاح نقدي أوسع, ظلت تشدد على أن رفع قيمة اليوان سيتم بالقدر وبالسرعة اللذين يناسبان اقتصادها المعتمد كثيرا على الصادرات, والذي كان انتزع مؤخرا من الاقتصاد الياباني المركز الثاني عالميا حسب ما ذكرت بيانات رسمية صينية.
وتقول الولايات المتحدة وشركاء تجاريون آخرون للصين إن اليوان منخفض بنحو 40% عن قيمته الحقيقية, وإن ذلك يضر بتجارتهم مع الصين حيث إنه يمنح الصادرات الصينية ميزة تنافسية غير عادلة.
المصدر: وول ستريت جورنال