إقليم طاطا: إقصاء اقتصادي وإصرار نضالي متواصل

جريدة المناضل-ة- /طاطا بريس

يشهد إقليم طاطا، مند ما يقارب الشهرين دينامكية نضال شعبي واسع. فقد ساعدت الانتعاشة الهامة للنضال السياسي الذي يخيم علي المغرب مع إنطلاق حركة 20 فبراير، علي تفجر مطالب ساكنة الإقليم الرازحة تحت إقصاء اقتصادي وحيف اجتماعي ومسبقات الحكرة. في منطقة اجتمعت عليها قساوة الطبيعة و قساوة النظام. الإقليم ليس إلا زائدة يتقاذفها كل تقسيم جهوي. وهجرة التضحية لشباب المنطقة نحو المدن بحثا عن دخل بئيس لدعم الأسر العالقة في الإقليم هو المنفذ الوحيد في منطقة لا بدائل أخرى بعد غارات مواسم الجفاف المتتالية ومنع الساكنة من استغلال أراضي وادي درعه باعتباره منطقة عسكرية، وإقفال الحدود مع الجزائر والقضاء علي التبادلات التجارية بين الضفتين.
لقد خاضت ساكنة طاطا نضالا شعبيا سيظل في الذاكرة النضالية لشعبنا،مدافعة ولوحدها عن الحق في مجانية وجودة الخدمات الصحية. نضال مديد وبأشكال نضال شعبي ابداعية وبكفاحية عالية.
الدينامكية النضالية الحالية تطال مداشير عديدة بالإقليم، في شكل مسيرات، اعتصامات،عرقلة السير في الطرق الرئيسية… وبمشاركة غالبيتها شبيبية ونسائية، ومن أجل مطالب اقتصادية اجتماعية ( بناء مستوصفان- تعين ممرض أو طبيب…) – بناء روض أطفال – شق طريق لفك العزلة- بناء أندية نسوية – مطالب التمكين من بطائق الإنعاش أسوة بالأقاليم الصحراوية…. ومشكل السطو على أراضي الساكنة التي تتعرض لسرقة موصوفة وبأساليب ملتوية، بتعاون بين مضاربين مستترين لا يظهرون في الواجهة ووكلاء سماسرة مع التواطؤ المفضوح لوزارة الداخلية والمحافظة العقارية ووزارة الفلاحة ، مستغلين الجهل بالمساطر القانونية وفقر بعض الساكنة لتمليك عشرات المئات من الهكتارات بأثمنة بخسة، وحشر الساكنة في زوايا ضيقة تمنع تمدد السكن في المستقبل وتحد من مساحات الرعي والاحتطاب وحتى الزراعة الموسمية.
إضافة إلي معضلة البطالة (خريجين – وغير متعلمين) في منطقة لاوجود لأنشطة اقتصادية خالقة لفرص العمل. والنزر القليل من البرامج المخصصة للاقليم في اطار محاربة الجفاف والتصحر،والمناصب في بعض المصالح الخارجية للوزارات كلها عرضة للنهب الفاضح واستقدام زبناء وأقرباء للمسؤولين الذين ينحدرون في غالبهم من خارج الإقليم .
بلدة “فم الحصن” من بين أكبر بلدات الاقليم سكانا، بها ارث شباب يساري متواصل مند عقود ، عرف انتعاشة في الاعوام الاخيرة بدءا بنضال تنسيقية الشباب الجامعي والشباب المعطل ووصول الي مسيرات شعبية واعتصامات من اجل مطالب الساكنة. جواب السلطة وعود كاذبة لا تنفد و جرجرة عديد من المناضلين أمام المحاكم في قضايا الإخلال بالأمن العام والتجمهر غير المرخص… عمل السكان على تنظيم اعتصام منذ أيام، قوبل بتجاهل السلطات المحلية، فصعدوا نضالهم بنصب مزيد من الخيام و نفذوا إضرابا عاما ناجحا وعبروا عن عزمهم خوض أشكال نضال أوسع. فشنت قوات القمع المدعمة بتعزيزات من بلدة تغجيجت التابعة لإقليم كلميم ومن مركز طاطا وتحت الإشراف المباشر لعامل الإقليم ،هجوما وحشيا استهدف المعتصمين علي الساعة الثالثة صباحا من يوم 17 أبريل الجاري.
دافع الشباب المعتصم عن أنفسهم ببسالة، وقد خلف الهجوم القمعي العنيف اصابات متفاوتة في صفوف المعتصمين . وقد نجح الشباب بفضل استماتهم في الدفاع عن المعتصم حتى الساعة السابعة صباحا، والتحق السكان لنصرة المعتصمين حال توصلهم بخبر الاعتداء البوليسي الغادر.
بعد فشل القمع في تفكيك المخيم ،بل أجج الاحتقان ناورت السلطة من جديد بالدعوة الي الحوار، قوبل برفض الساكنة التي خبرت الوعود العديدة التي تتملص منها السلطة المحلية ببساطة بعد فك الاحتجاج. كان ردهم سنتحاور ونحن في الاحتجاج حتى نرى المطالب تتحقق.
باقي ساكنة الاقليم تتابع بتعاطف معركة المعتصمين ، وقد خرجت قافلة تضامنية من مركز طاطا للتعبير عن مساندتها للمحتجين والتنديد بالقمع الذي طالهم .
ان روافد النضال التي تخرج في عموم الاقليم ضد عقود من التهميش والحكرة وبطش النظام ،عليها أن تتعزز ، و أن تسعى نحو التوحد علي مطالب مشتركة:
1- من أجل مواد غدائية بأسعار مدعمة (مثل ما هو حاصل الصحراء)
2- جبر الضرر للساكنة جراء حرمانها من استغلال ضفاف درعة بمبرر كونه منطقة عسكرية من سبعينيات القرن الماضي، ورفع القيود فورا أمام السكان للزراعة والانتفاع بأراضيهم.
3- جبر الضرر للساكنة عن مخلفات سنوات الحرب ( تعويض أسر المتوفيين والسجناء والمعطوبون المدنيين وتعويض الدين نهبت أملاكهم.
4- تشغيل الشباب المتمدرس لسد خصاص مهول في المرافق الاجتماعية :التعليم /الرياضة والشباب/الصحة / والجماعات المحلية…
5- خلق أوراش حقيقية تستجيب فعلا لحاجيات السكان ،وتحت مراقبتهم للحد من الفساد والشظف الذي تتعرض له كل ميزانية مما يسمح بتشغيل أبناء الإقليم.
6- فتح تحقيق شفاف من طرف المجلس الاعلي للحسابات في المشاريع العمومية التي استفاد منها الإقليم، وصفقات تمليك أجانب لمساحات شاسعة من أراضي الساكنة بدون أي سند إلا تواطؤ السلطات و الوسطاء المرتشون.
7- استرجاع أراضي شاسعة يسيطر عليها أجانب كمحميات دون وجه حق .
8- الوقف الفوري لنهب الوعاء العقاري للإقليم، وإبطال كل المضاربات العقارية التي تورط فيها رأسماليين كبار و أطر في أعلى هرم الدولة.
9- الحد من الشطط في تحديد الملك الغابوي، كحيلة لإعادة تمليكها للرأسماليين.
فليتوسع النضال ، ولتتجذر وتتجدد أساليبه ، ولتتوحد معاركه : من أجل تقويض عقود من الحكرة والعنصرية المقيتة، من اجل تملك خيرات بلدنا ضدا علي الذئاب الجائعة ومن أجل إقليم يليق بساكنته، على الدولة أن تؤدي دينا مستحقا عليها لفائدة عموم ساكنة طاطا
حرية ،كرامة،عدالة اجتماعية هذه مطالبنا
مناضل ثوري-طاطا