تحولت فرحة عائلة الدمج في مخيم جنين بزفاف ابنها لحزن ودموع بعدما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشاب جميل محمود الدمج (30 عاماً) بعد أيام من زفافه.
وقالت العروس وهي تبكي: " لن أنسى أبداً هذه اللحظات. فالعالم يقول عن الشعب الفلسطيني أنه إرهابي ولكن الإرهاب هو الاحتلال الذي يصر على التنغيص علينا وسلبنا حتى الفرحة. فما ذنب زوجي الذي لم يكد يعيش لحظات الفرح التي يحلم بها كل إنسان حتى اقتحموا منزلنا وسط إطلاق الرصاص واقتادوه للمعتقل دون رحمة أو ذنب أو سبب؟ الاحتلال هو الإرهاب، فقد حرموني الفرحة التي تحلم بها كل فتاة عند زواجها..أي ظلم أكبر من ذلك؟ فلا زلت استقبل المهنئين والآن غمر الحزن حياتنا والفرح اختفى وحل مكانه الحزن والأسى على غياب زوجي الذي نقلوه لجهة مجهولة"..
جميل لم يكن مطلوباً للإسرائيليين ولم يصدف أن تمت مداهمة منزله خلال فترات الاجتياح السابقة، كما أنه لم يدرج اسمه في قوائم المطلوبين، ولم يسبق أن تم اعتقاله.
قال والد العريس لجنود الاحتلال وهم يأخذون ابنه: "إن جميل عريس وحرام عليكم.."، فقالوا له: "مبروك، ولكنه سيقضي شهر العسل في السجن" !!
(المصدر: موقع الإنترنت "أمين"، 1 كانون الأول 2005 بقلم:علي سمودي)
هكذا نحن الفلسطينيين، نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، كما يقول محمود درويش. الاحتلال ينغص علينا حياتنا، ونحن لا نحاربه فقط لأسباب سياسية وقومية وتاريخية ودينية، بل كذلك لأسباب جمالية ونفسية. إذا أردنا أن نضحك ونفرح بسوية إنسانية، علينا أن نزيل الاحتلال، وإذا كان الاحتلال أكبر غم، فإن إزالة الاحتلال أكبر عرس !
د.عدنان جابر*