رِضًى بِالْقَضَا مِمَّنْ لَهُ الأَمْرُ وَالْقَضَا ... فَلاَ تَجْزَعَنْ مِمَّا بِهِ اللهُ قَدْ قَضَى *
* وَحَيْثُ انْقَضَى عُمْرُ امْرِئٍ ذِي سِيَادَةٍ ... فَلاَ تَاسَفَنْ جَرَّاءَ ذَلِكَ الاِنْقِضَا *
* وَلَوْ كَانَ مَرْءًا ذَا مَحَامِدَ مَلَّأَتْ ... مَفَاخِرُهُ وَالصِّيتُ مُتَّسِعَ الْفَضَا *
* كَمِثْلِ الأَمِينِ الْغَوْثِ غُرَّةِ دَهْرِهِ ... فَتَى الشُّرَفَاءِ السَّيِّدِ الْمَاجِدِ الرِّضَى *
* سَلِيلِ الْفَتَى عَبْدِ الْوَدُودِ أَخِي الْعُلُى ... فَقَدْ كَانَ قُطْبًا فِي الْبَرِيَّةِ مُرْتَضَى *
* تَرَقَّى إِلَى حَيْثُ الْمَعَالِي فَنَالَهَا ... وَعَنْ كُلِّ مَا لاَ يَرْفَعُ الْقَدْرَ أَعْرَضَا *
* فَلَيْسَ يُرَى إِلاَّ عَلَى الْخَيْرِ مُقْبِلاً ... وَلَيْسَ يُرَى إِلاَّ عَنِ الشَّرِّ مُعْرِضَا *
* مَضَى فَمَضَتْ غُرُّ الْمَحَامِدِ وَانْقَضَتْ ... وَهُدِّمَ بَيْتُ الْمَكْرُمَاتِ وَقُوِّضَا *
* وَأَظْلَمَتِ الأَيَّامُ جَرَّاءَ فَقْدِهِ ... وَقَدْ كَانَ بَدْرًا نُورُهُ الأَرْضَ قَدْ أَضَا *
* وَلَمْ يَبْقَ فِي الدُّنْيَا كَرِيمٌ مُرَزَّأٌ ... يُعَدُّ لِدَفْعِ الْمُعْضِلاَتِ لَدُنْ مَضَى *
* وَقَدْ كَانَ غَيْثًا لِلْعُفَاةِ وَمَلْجَأً ... وَسَيْفًا عَلَى أَهْلِ الْجَرَائِمِ مُنْتَضَى *
* عَلَى الشُّرَفَا أَعْلَى بَنِي الْحَاجِ أَحْمَدٍ ... إِلَهٌ لأَعْدَاهُمْ أَذَلَّ وَأَحْرَضَا *
* وَخَيْرُهُمُ هُوَ الأْمِينُ مُحَمَّدٌ ... وَلَمْ أَرَ ذَا نَفْيٍ لِذَاكَ تَعَرَّضَا *
* تَغَمَّدَهُ الْمَوْلَى بِوَاسِعِ عَفْوِهِ ... وَأَكْرَمَهُ بِالْخُلْذِ وَالْفَوْزِ وَالرِّضَا *
* وَأَسْقَى ضَرِيحًا حَلَّهُ دِيَمَ الرِّضَى ... وَمَلَّأَهُ نُورًا بِهِ الدَّهْرَ يُسْتَضَا *
* وَلَسْتُ لإِحْصَاءٍ لأَمْدَاحِهِ الَّتِي ... وَنَى الشُّعَرَا عَنْ حَصْرِهَا مُتَعَرِّضَا *
* وَللهِ كُلُّ الْحَمْدِ أَبْقَى خَلِيفَةً ... سَجَايَاهُ فِي كُلِّ الأَكَارِمِ تُرْتَضَى *
* عَنِيتُ الْفَتَى الْمِفْضَالَ أَحْمَدَ سَالِمًا ... خَلِيفَةَ الاَبَا وَالْوَكِيلَ الْمُفَوَّضَا *
* وَشِعْرُ ذَوِي الأَمْدَاحِ فِيهِ وَنَثْرُهُمْ ... عَلَى فَضْلِهِ دَلاَّ طِبَاقًا أَوِ اقْتِضَا *
* فَبَارَكَ رَبُّ الْعَرْشِ فِيهِمْ وَزَادَهُمْ ... وَرَدَّ بِغَيْظٍ كُلَّ مَنْ كَانَ مُبْغِضَا *
* وَصَلَّى عَلَى الْمُخْتَارِ جَدِّهِمُ الَّذِي ... أَتَمَّ كَرِيمَ الْخُلْقِ وَالدِّينَ أَنْهَضَا *
--------------------
حرف الطاء
وقال أحمدو بن إبراهيم
* عَلَى الدَّهْرِ لاَ تَعْتَبْ إِذَا الدَّهْرُ قَدْ سَطَا ... وَلاَ تَحْجُهُ ظُلْمًا عَلَيْكَ تَسَلَّطَا *
* فَكُلُّ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الدَّهْرُ فَهْوَ مَا ... بِهِ أَصْدَرَ الأَقْدَارُ حُكْمًا مُسَمَّطَا(1) *
* مَضَى السَّيِّدُ الْعَالِي عَلَىالنَّاسِ كَعْبُهُ ... أَخُو الْحِلْمِ وَالتَّقْوَى أَخُو الْبَذْلِ وَالْعَطَا *
* مُحَمَّدْ الاَمِينُ الْعَادِمُ النُّظَرَاءِ فِي ... بَنِي دَهْرِهِ مَنْ فَضْلُهُ الْفَضْلَ أَحْبَطَا(2) *
* وَلَمْ تَسْطِعِ الأَقْوَامُ رَوْمًا لِسَعْيِهِ ... وَلَوْ بَذَلُوا الْمَجْهُودَ إِلاَّ تَخَبُّطَا *
* وَمَنْ وَفَّقَ الْمَوْلَى إِلَى الرُّشْدِ فِعْلَهُ ... وَأَقْوَالَهُ لِلْحَقِّ فِي الْعَمْدِ وَالْخَطَا *
* وَسَدَّدَ فِي كُلِّ الْمَشَاهِدِ رَأْيَهُ ... إِذَا مَا رَأَى الآرَا كَمَا سَدَّدَ الْخُطَى *
* وَكَانَ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ مُسَالِمًا ... وَكَانَ عَلَى بَذْلِ التَّلِيدِ مُسَلَّطَا *
* وَقَدْ كَانَ لِلأَضْيَافِ مَأْوًى مُهَيِّئًا ... لَهُمْ أَطْيَبَ الْمَطْعُومِ وَالْفَرْشَ وَالْغِطَا *
* وَكَمْ فَرَّجَ الْكَرْبَ الَّذِي أَدْهَشَ الْوَرَى ... وَكَمْ خَفَّفَ الْعِبْءَ الثَّقِيلَ وَأَسْقَطَا *
* وَكَمْ عَبَدَ الرَّحْمَنَ خَوْفًا وَرَغْبَةً ... وَوَاصَلَ قَوْمًا(3) بَعْدَ مَا اللَّيْلُ قَدْ غَطَا(4) *
* تَسَامَى بِهِ عَبْدُ الْوَدُودِ وَحَاجُ مَنْ ... بِأَحْمَد يُتْلَى فِي الْفَخَارِ فَأَفْرَطَا *
* وَمَا شَبَّ عَنْ غُرِّ الْمَحَامِدِ غَافِلاً ... وَمَا شَبَّ فِي قَفْوِ الْجُدُودِ مُفَرِّطَا *
* وَلَكِنَّهُ قَدْ شَبَّ نَدْبًا مُهَذَّبًا ... عَلَى ذَرْوَةِ الْمَجْدِ الْمُؤَثَّلِ أَحْلَطَا(5) *
* وَمَنْ رَامَ يَوْمًا أَنْ يُبَارِيَ مَجْدَهُ ... فَذَاكَ امْرُؤٌ فِي وَرْطَةٍ قَدْ تَوَرَّطَا(6)
فَلِلشُّرَفَا فَضْلٌ قَدِيمٌ مُسَلَّمٌ ... فَمِنْ نَيْلِ مَا نَالُوهُ أَضْحَى مُقَنِّطَا *
* وَكَانَ الأَمِينُ النَّدْبُ أَنْدَاهُمُ يَدًا ... وَأَجْلَدُهُمْ عِنْدَ التَّعَاكُظِ(7) وَالْهُطَى(
*
* إِلَى غَيْرِ ذَا وَانْظُرْ دَوَاوِينَ مَدْحِهِ ... تَجِدْ كُلَّمَا مِنْهُ طَوَيْتُ مُبَسَّطَا *
* عَلَى قَبْرِهِ سَحَّتْ هَوَاطِلُ مِنْ رِضَى ... إِلَهِ الْبَرَايَا لاَ تُغَادِرُ مَسْخَطَا(9) *
* إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى وَلاَ زَالَ نَجْلُهُ ... مُكِبًّا عَلَى فِعْلِ الْمَحَامِدِ مُحْلِطَا(10) *
* فَمَا دَامَ أَحْمَدْ سَالِمُ السَّيِّدُ الرِّضَى ... فَلَسْتُ أُبَالِي سَالَمَ الدَّهْرُ أَمْ سَطَا(11) *
* وَخَتْمًا صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ ... عَلَى جَدِّهِمْ مَنْ جَاءَ بِالْحَقِّ مُقْسِطَا *
----------------------------