يعتبر الطالب على مر التاريخ الركيزة الأساسية التي يعول عليه أي مجتمع في مستقبله القريب من أجل تنميته و تطويره اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا.و تعتبر هذه المهمة مسؤولية كبيرة على عاتقه يتحملها أمام الله أولا و أمام التاريخ و ستحاسبه الأجيال القادمة على ذلك. و عليه فمن حق أي طالب أن يتكون تكوينا مميزا في جميع المستويات و حسب ميولاته و من واجب الدولة أن توفر له الوسائل المادية و المعنوية من أجل ضمان ذلك في أحسن الظروف.
باعتبار ما سلف ذكره فإن طلبة أقا قد أبدوا نواياهم الحسنة و استعدادهم لتحمل المسؤولية,و قد شكل هذا الجيل الرائد طفرة نوعية غير مسبقة في هذه المنطقة.فإذا كان جيل 83- 84- 85 لم تتسنى له ظروف قيادة اللواء و عجز عن مسايرة ما بدأه جيل 81- 82 الذي تخرج منه معلمين و أساتذة,فإن الجيل الجديد 87 إلى91 قد أبدى ,إلى حد الآن,رغبته في مواصلة التألق من أجل الحصول على أطر قادرة على تنمية المنطقة على جميع المستويات.
و ما يؤكد كلامنا هو هؤلاء الطلبة الذين تحملوا المشاق و تحدوا الصعاب من أجل البحث عن جامعات تضمن تكوينا مميزا على مستوى عال كجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالعاصمة العلمية بفاس,ولهذا نجد أزيد من 26 طالبا و متدربا من أقا (12 من القصبة,10 من تاوريرت,3 من الرحالة و 2 من أكادير أوزرو) مسجلين بجامعة سيدي محمد بن عبدالله (الموسم الجامعي 2010/2011) موزعين بين كلية سايس,كلية ظهر المهراز و مدارس التكوين المهني, و في شعب مختلفة ( الآداب, الحقوق, العلوم,المعلوميات,الصناعة...) و في مستويات مختلفة (التقني,التقني المتخصص,الإجازة,الماستر و الدكتوراه)
بالإضافة إلى كون هذه الإرادة ضرورة اجتماعية و تاريخية فإنها ناتجة عن إرادة ذاتية قوية و عن تغير نوعي في نمط تفكير هذه الساكنة. و إنه لمن واجبنا تشجيع هذه الطاقات الشابة و دعمها على الأقل معنويا من أجل انخراط الجميع في هذا التحول السوسيو ثقافي و من أجل التأسيس لعهد جديد بمنطقة أقا عهد التنمية و التقدم " و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"