بدأت الأحداث متسارعة مع حلول العام الجديد 2011 بل قبل حلوله بأيام كأنها تنبؤ باستثناءات غير متوقعة, لقد كانت تضحية البوعزيزي بمثابة إشارة انطلاقة للحركات التحررية في العالم العربي و قد بدأت باحتجاجات الشعب التونسي لتطيح بالديكتاتور المهزوم, من كان يتصور هذا السناريو و لو في الخيال و لكنها إرادة الشعب التي لا تقهر بقيادة الشباب الثائر, و بعدها بأيام كان المصريون في الموعد و قد أبلوا البلاء الحسن تحت ألوية شباب الثورة و بعد صمود و تضحية ذاقوا فيها الأمرين تمكنوا أخيرا من إسقاط الطاغوت الفرعون و قد قدم المصريون انموذجا فريدا من نوعه للثورات السلمية عل مر التاريخ لتتوالى الإحتجاجات تباعا في اليمن و ليبيا و البحرين و إيران و...ليأتي الدور على المغاربة فيضربوا لأنفسهم موعدا يوم 20 فبراير
و لكن ما أثار الإنتباه في القواسم المشتركة بين كل هذه التجارب هو الإعتماد على الفايسبوك كوسيلة أساسية في التعبئة و الدعاية إنها ظاهرة جديدة يجب أن يتوقف عندها علماء العلوم الإنسانية. فبعد تسربات ويكيليكس التي أحدثت ضجة في العالم تأثي ظاهرة الفايسبوك مما يفتح الباب بمصراعيه للحديث عن تكنولوجيا الإعلام و التواصل و دورها في التأثير على الخريطة السياسية العالمية وفي إسقاط حتى أعتى الديكتاتوريات دون الحاجة إلى النووي الإيراني أو السكود العراقي أو الدبابة الأمريكية أو الطائرة الروسية فكل ما تحتاج إليه هو حاسوب و خدمة الأنترنت أو إلى DH3 فتلجأ إلى مقهى الأنترنت.حقا إنها مفارقات عجيبة تستوجب التأمل