الى كل اقاوي حر ;
اينما حللت بمدينة اقا تجد الاقاويين يشتكون حتى اصبحت الاماكن العامة و الدواوير عيادات مفتوحة للطب النفسي ,كلما رمت بك الاقدار الى كرسي يجاور شخصا ما الا و فتح حديت لا يغلق الا بتركك المكان شكوى دائمة من كل شيء...و اي شيء.
شكوى من البرد القارس شتاءا, و من الحر الشديد صيفا , من التعب مساءا من الغلاء و الرشوة و المحسوبية , من الحسد و السحر و البغضاء, من الاخوة و الاعداء من الجيران و الاصدقاء مسلسل لا نهاية له لكنه كلام فقط حديت عابر لا قيمة له ...ربما يهون قليلا على بعض الاقاويين لكنه لغو و ثرثرة و مضيعة للطاقة و الوقت فيما كل هؤلاء يلتزمون الصمت المطبق عندما يتعلق الامر بشكاوى حقيقية و مصيرية تخص مصالحهم او استغلالهم او الدوس على كرامتهم ادا ما استتنينا ردود افعال خجولة و عابرة تخص دائما الاحتجاج على ارتفاع الاسعار.
نثرثر بلا توقف و نبتلع الستنا بمجرد ان يتعلق الامر بمصلحة جماعية و الادهى من الصمت اننا نؤدي ثمن خدمات هي في الاساس سبب نقمة و عداب و مهانة نتجرعها في صمت دون ان ننبس بكلمة.
ينقطع التيار الكهربائي عن الدواوير الاقاوية و قد يمتد الانقطاع لساعات طوال فننتظر عودته في صمت مخجل دون ان يتقدم احدنا نحو مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء لتسجيل شكواه و المطالبة بالاعتدار و التعويض.
تتاخر حافلات سريع باني و اسفار الصحراء كما يحلو لها كما لو انها في ملكية سائقيها و ليست حافلات لنقل المسافرين خاضعة لمواعيد مرتبطة بمصالح الركاب و لا احد يكلف نفسه عناء الاحتجاج على مسؤولي المحطة الطرقية.
تبيعك بعض المحلات الاقاوية مواد فاسدة لا تكتشف انتهاء مدة صلاحيتها الا داخل مطبخك فتفضل رميها في القمامة عوض القدف بها في وجوه اولئك المحتالين الدين يتلاعبون بصحة الخلق.
الكل متدمر من الاسعار المرتفعة للمواد الغدائية.
الكل مستاء من الخدمات الرديئة و اللا مبالاة التي يتعامل بها مسؤولو المستشفى اليتيم لاقا مع مرضاهم و لا احد حرك ساكنا لا وقفة احتجاج و لا عريضة توقيعات للمتضررين ترفع للوزارة الوصية.
جميع الاقاويين ممتعضون من الزبونية و المحسوبية التي تدور داخل دواليب مؤسسات الدولة من بلدية و قيادة و مدارس و مستشفى و لا احد تجرا على محاسبة مسؤولين سكنوا مكاتب هده المؤسسات لسنين و يبدو انهم ليسوا مستعدين للرحيل
من يلاحظ هدا الهدوء الدي تعيش على ايقاعه مدينة اقا يخال المدينة تعيش في نعيم و يخال سكانها من اسعد المعمرين على الارض بينما الواقع يقول شيئا اخر
يجب على الاقاويين شبابا و شيوخا نساءا و رجالا من اساتدة و ثلاميد و طلبة و معطلين ان يغيروا هدا الوضع ومن اجل دلك ليس هناك اربعون حلا هناك فقط حل واحد و هو ان يفهم الاقاويين جميعهم ان الوقت قد حان للقطع مع سياسة -ماشي شغلنا - و البدء بسياسة محاسبة المسؤولين وتعلم لغة الاحتجاج و التنديد.
استحضر هنا حادثة وقعت مند ثلات سنوات عندما تجرا شباب لكناتة بزعامة الامازيغي الغيور على هويته العضو بمنتديات لكناتة المعروف بايور على تسلق الجبل المطل على دوار القبابة محملين بقنينات الماء و اكياس الجير و بعمل فني رائع منسق و جماعي جسدوا حرف الزاي الامازيغي بالحجارة و لونوه بالجير مما سمح برايته حتى من مركز اقا .
رغم ان هدا العمل البطولي البريئ كاد يؤدي بهدا الشباب الى غياهب السجون لولا تدخل بعض اصحاب الحسنات الدين اعادوا المياه الى مجاريها فان الجميل في الموضوع هو تلك الجراة و تلك الشجاعة التي يملكها هدا الشباب الدي لم يعرف الخوف طريقا الى قلوبهم
فادا كان المسؤولون قد اقفلوا جميع ابواب القاعات التي يمكن لهؤلاء الشباب ان يعبروا فيه عن ما يخالج صدورهم فان عبقريتهم تفتقت عن فكرة ذكية على سيناريو قصة اهل الكهف الدين فروا بدينهم الى الجبل فان اصحاب الزاي ايضا تركوا قاعات الدولة و ما ياتي منها و صعدوا الجبل من اجل التعبير في قممه
هده القدرة على التحدي و على المخاطرة و هده الجراة النادرة هي ما نحن اليوم في امس الحاجة اليه
علينا ان نغير لازمة ما دمت في المغرب فلا تستغرب علينا ان نعبر ان نستنكر ان نندد ان نصيح ان نعارض ان نحتج على كل ما هو غير قانوني.
الوضع الاجتماعي الاقاوي متدهور للغاية و الساحة السياسية باقا تشوبها عدة خروقات و في المقابل نجد ان النخبة التي كانت ماهلة للعب دور المعارضة تغض في نوم عميق ربما سببه جرعة من وصفة مالية منومة الى اجل غير مسمى
نحن اليوم في مغرب 2010 مغرب لم يعد فيه الشيخ ببغلته القوية البنية يخيف احدا و لم يعد فيه احد يقيم وزنا للمقدم البركاك اصبح الكل يحاسب القائد و العامل والوالي بل حتى الملك
علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها و عوض ان نلعن و نسب مسؤولينا في غيابهم لان هده نميمة و غيبة يا سادة علينا ان نتعلم لغة المواجهة المباشرة لغة المحاسبة و بدلك سنشعر مسؤولينا اننا بشر نراقب عملهم و لسنا سلاليم يستعملونها كل خمس سنوات من اجل الوصوا الى مناصبهم
ان كل اقاوي غيور على مدينته يريد تغيير الوضع اليوم سيصطدم بشخصيات نافذة داخل دواليب القرار همها الوحيد هو عرقلة الاصلاح تدافع عن مصالحها و ليس عن حقوق السكان لتكرس بدلك ثقافة اللا مسؤولية. و مدينة اقا اليوم ادا ارادت التقدم عليها مواجهة بعض ابنائها الدين لا يريدون دفع ثمن هدا التقدم.
عندما اتمعن جيدا في عواقب هدا الصمت الدي الدي يلقي بضلاله على اغلب ساكنة اقا اكتشف كم كان الثائر تشي كيفارا حكيما عندم قال جملته الشهيرة : الصمت اخو الموت تكلم تمت تصمت تمت ادا تكلم فمت
و حتى لا ادهب بعيدا استحضر كدلك هده الابيات من قصيدة الروا لمجموعة ازنزارن:
-اسول ارتلام الاز اولا تيريفيت
-تادليت كنين استيد اسغان س اوفوس نون
و هو ما يمكن ترجمته كالتالي
-لا تبكوا ان اصابكم الجوع و العطش
-الذل انتم من اشتراه بايديكم
فكفاكم شكوى و تدمر و عوض ان تلعنوا الظلام اوقدوا شمعة من فضلكم
بقلم الغيور على مدينته امنار