معا من أجل مدرسة النجاح: أي نجاح لأية مدرسة؟

معا من أجل مدرسة النجاح: أي نجاح لأية مدرسة؟

لقد أضحت الشعارات الطنانة و الكلمات البراقة سمة بارزة لكل مخادع يريد استجمال القبيح...
لقد أصبحنا نعيش في عالم تشكل فيه الشعارات مفتاح سر للنجاح كما الفشل... في عالم يبرز فيه الإنسان مبهورا أمام كل براق...
أما في بلادنا فالشعار هي كلمة معادلة لكلمة قرار, فكل شعار في بلادي هو قرار, وبالتالي كل قرار لن يتجاوز أن يكون شعارا.
ففي هذه الأيام, كثيرا ما نسمع عن شعار النجاح, أو مدرسة النجاح أو جميعا من أجل مدرسة النجاح...
في الحقيقة أريد أن أسأل: ماذا يعني هذا الشعار؟
هل يعني أن المدرسة المغربية – من قبل- كانت تصنع أناسا فاشلين؟ فعفا الله عنها فهي الآن "تجتهد" لصناعة الناجحين؟ لماذا لم يتم منذ مدة التفكير في صناعة هذا النجاح المزعوم؟ وهل يعني هذا أن كل المغاربة فاشلين من سلالة الفاشلين وستتم تهيئتهم –فورماتاج- الآن؟ و ما مصير من صُنع فاشلا من قبل؟
وألح علي أيضا هذا السِؤال: ماذا يعني " جميعا من أجل ..." هل كنا قبل متفرقين؟ أم كنا قبل ضد نجاح مدرسة الشعب؟ فلقد "تجندت" وزارة التربية و وزارة الداخلية و وزارة الأوقاف و كل من له علاقة ل"إنجاح" الدخول المدرسي الحالي –فقط- ومن بعد الله يعاون "كل بو كرشة علا عظامو",
هي إذن شعارات رنانة تعبر عن أن وزارتنا تحمل هم أبناء الشعب, وهو شعار أكيد براق لكنة أجوف في داخله لأنه يعبر عن تنصل الوزارة من مسِؤولياتها الحقيقية ففي معالجة مشاكل التربية وفق بعد شمولي و ليس فقط تقزيم الفعل التربوي, متى "غادي نفيقو من القلبة"؟؟؟